كان الظلام سائدًا بينما كان الأخوان عماد وروجيه يسيران معًا يتحدثان. فجأة عبرت بجوارهما سيارة تسير بسرعة فائقة. وكان الطريق به وحل فانتثر عليهما.
بابتسامة لطيفة قال عماد لروجية:
'إنها نقاط بسيطة... لنحذر لئلا تمر عربة أخرى'.
إذ اقتربا نحو النور قال روجية: 'ليست نقاط قليلة كما تظن يا عماد!'
أجاب عماد: 'عندما نعود إلى المنزل ننظف ثيابنا!'
صمت روجيه حتى صارا تحت أشعة النور مباشرة... عندئذ تطلع روجيه إلى ثيابه ففوجئ بأن الوحل قد انتثر بكمية ضخمة، عندئذ قال لأخيه: 'لن أستطيع الذهاب إلى زميلنا جرجس. لا يمكنني الآن أن أكمل الطريق... لا بد لنا أن نرجع إلى منزلنا لنقوم باستبدال ثيابنا'.
مادمنا في العالم لابد لأتربة العالم أن تلحق بأجسادنا، فإن سلكنا وسط الظلمة نظن أنها نقاط بسيطة لا تستحق الاهتمام، لكن متى اقتربنا من مسيحنا شمس البر ندرك أننا لا نستطيع أن نصمت... بل يلزمنا الرجوع إلى بيتنا بقلوبنا لكي نغتسل بالتوبة الصادقة والاعتراف، نلبس أعمال الإنسان الجديد التي يقدمها لنا روحه القدوس، فنتهيأ للسير حتى نبلغ وطننا السماوي.
كثيرًا ما شربت الإثم كالماء،
كثيرًا ما اتسخت حياتي بالدنس!
لتشرق يا مخلصي بنورك عليَّ.
أنر أعماقي وافضحني أمام نفسي.
ارجع إلى كنيستك فأجدك يا قدوس تطهر أعماقي.
أعترف لك بإثمي ودنس حياتي.
أتمتع بعمل روحك الناري الذي يسكب بهاءك عليَّ.
من كتاب أبونا تادرس يعقوب