فى أحدى الايام وصلت رسالة من الملك قسطنطين الى الأنبا انطونيوس وتلاميذة
ففرح الرهبان كثيرا برسالة الملك واجتمعوا لسماعها .
لاحظ الأنبا انطونيوس اهتمام تلاميذة الزائد فوبخهم قائلا :
( هوذا رسائل الله لا نهتم بها بينما نهتم كثيرا برسائل ملك أرضى )
أن الذى يقرأ الانجيل كتأدية واجب فحتما سيفقد الكثير والكثير , لأن هناك من
يقرأ الكتاب المقدس بعقله ويدرسه ليكون مادة للخدمة , وهناك من يقرأ بعينيه
كمجرد اداء واجب دون تركيز , كما أن هناك من يسمع الانجيل بأذنيه فيسمع
ثم ينسى .
بينما هناك من يقرأ الانجيل بقلبه وارادته , قلبه يحب كلام الله وارادته جاهزة
للخضوع والتنفيذ .. فيكفى أن ننفذ أية واحدة كما فعل الأنبا انطونيوس عندما سمع
انجيل القداس فمضى وباع 300 فدان من أجود الأراضى ووزعها على الفقراء ,
فصار أبا لجماهير الرهبان فى كل العالم .. كما صار وارثا للفردوس الذى يحمل
أطيب الأثمار .
اصدقائى :
أن الكتاب المقدس هو رسالة شخصية موجهة اليكم , فياليتكم تفتحونه كل يوم
كصندوق بريد وتقرأون الرسالة الواردة لكم من الرب يوما بيوم .
فربما هى رسالة تعزية .. حينما تكونون فى ضيقة
أو رسالة تبكيت .. عندما تكونون فى خطيئة
أو ربما رسالة أنارة .. حينما تكونون فى حيرة
أو رسالة حب .. تحرك مشاعركم نحو الله
أو رسالة وعد .. حينما تكونون خائفين من أي شئ .
أن رسالة الأنجيل هى رسالة شخصية تتغير حسب ظروفكم , فالله يعرف
اعماقكم وسيقدم الوجبة المناسبة والارشاد والبناء .
فافتحوا قلوبكم وعقولكم قبل أن تفتحوا الأنجيل المقدس ... ثم افتحوا الأنجيل
وقولوا له :
( تكلم يا رب فأن عبدك سامع )
فسوف تسمعون حينئذ صوت الله يخاطبكم شخصيا قائلا :
(( لك أقول قم ))
منقول