--------------------------------------------------------------------------------
طالب ثانوي والعنف والخشونة والتمرد
+ كثيرآ ما يتميز الشاب في المرحلة الثانوية بالعنف والخشونة سواء كان هذا حديثه او سلوكه او معاملاته من نفسه او الاخرين .
ولعل اهم اسباب الخشونة في هذه المرحلة تدفق الدافع الجنسي بشدة وما يصاحبه من طاقات غريزية داخلية تحتاج الي تسامي وتصعيد دائم .
+ هناك سبب نفسي وهو الخوف من الاخرين الذي يدفع الي الاعتداء عليهم تلافيا لاحتمال اعتداء من قبلهم خاصة وانه يلاحظ ان المجتمع يعجب بالعنف ويمجد الذي يأخذ حقوقه بالقوة والقسر .
+ وغالبآ ما يصطدم الشاب في هذه المرحلة بتعاليم المسيح عن الوداعة ومحبة الاعداء واعطاء الخد التاني للضارب ومسالمة جميع الناس ان امكن حتي انه يتصور اما ان المسيحية ضعف وهي لا تناسبه او ان اللذين ينادون بهذه المبادئ لا يفهمون المجتمع فهما سليما . فهم غير عمليين ولا يعرفون كيف يفسرون الايات تفسيرا ينطبق وواقع الحياة العملية .
من اجل هذا كان ضروريا ان يعالج المنهج موضوع العنف .
كما يعالج مشكلة الجنس كما يبحث قضية العلم من خلال كافة الدروس والانشطة المختلفة .
يلزم ان يفهم الشاب ان يسوع كان وديعا في تعاليمه وفي مواقفه
( طوبي للودعاء لانهم يرثون الارض ) ( مت 5 : 4 )
( ها انا ارسلكم كغنم بين ذئاب فكونوا اذا حكماء كالحيات وودعاء كالحمام )
( مت 3 : 16 )
وسيرة الرب تجسيد حي للوداعة واللطف والرقة سواء في معاملته للخطاة او التلاميذ او لصالبيه او لكل من عاش معهم عندما كان في الجليل واليهودية .
+ التعليم عن الوداعة واللطف يلزم التعليم المسيحي عن الحزم والشدة والصلابة
والجرأة في شهادة الحق من خلال حياة الرب يسوع وحياة القدسين .
فالوداعة ليست نوعآ من الميوعة او الخنوع او المذلة . ولكنها وداعة في حزم وتصميم وشجاعة مصدرها الحق اللملتهب في قلب المؤمن الحقيقي .
وهكذا يلزم للتعليم الديني في هذه المرحلة ان يلمس النقاط الاتية :
( 1 ) ان الوداعة سمة مسيحية اساسية وهي عمل الروح القدس وفعل من افعال النعمة في حياة المؤمن .
( 2 ) ان العنف ينشئ عنفآ ويؤدي بالانسان الي دوامة التوتر والقلق والحقد والهلاك .
( 3 ) ان الوداعة لا تعني الميوعة والليونة . بل تعني الحكمة ايضا والحزم والتصميم
والرجولة بكل ما تعني الكلمة من معني .
( 4 ) ان النعمة تخلص الانسان من مصادر العنف التي هي الضعف والخوف والقلق والكراهية ومركبات النقص وتعطي للانسان ثقة بمركزه عند الاب والرب يسوع حتي لا يخشي شيئا ولا يشتهي شيئآ .
( 5 ) ان طاقة العنف تتقدس بالروح القدس وتستخدم في اعمال المحبة المتدفقة وهكذا يصبح موسي الاسود العنيف موسي الاسود القديس الشهيد بعظم محبته
وخدمته للآ خرين وهذا هو سر المسيحية وعظمتة قوتها انها لا تقتل الشخصية ولا تكبت الطاقات . بل تحررها من ضعفها وتخلصها من بصمات الخطية والعصيان .
+ وهذه الاتجاهات المسيحية اللازمة يستطيع ان يكسبها الشاب من خلال وسائط النعمة وسماع العظات والندوات وحضور المعسكرات والايام الروحية وحلقات الصلاة والجلوس مع اب الاعتراف والمرشد الروحي ومتابعة التخلص من كل الاتجاهات السلبية وبناء الاتجاهات الايجابية المباركة .
+ وقد يمتد العنف احيانا ليأخذ صورة التمرد وقد يتخذ صورة باطنية عندما يتمرد علي نفسه ويكرهها ويعزب نفسه بانواع كثيرة من المضايقات او يتخذ صورة خارجية عندما يتخذ مواقف ضد السلطة والتقاليد العائلية والمدرسية اذ كثيرآ ما يبدوا له الخضو ع للسلطة الخارجية خنوعآ وطفولية وعبودية لا تطاق فهو يمقت الامتثال للقواعد المرعية ولعل هذا يفسر لنا رغبة الشاب في هذه المرحلة ان يلبس ما هو مألوف حتي يجتذب انتباه الاخرين ويظهر نفسه ثائرا علي ما هو قديم .
ويتحدد واجب التربية الدينية ازاء هذه السمة فيما يلي :
( 1 ) تشجيع الشاب علي اكتشاف مواهبه وقدراته والوقوف بجواره في كل محاولاته نحو التعرف علي امكانياته .
( 2 ) تخليصه من كل كراهية للنفس واعداده بالخبرات الروحية السليمة التي تجعله قابلا نفسه . واذا كان الله قد قبلنا فكيف لا نقبل انفسنا وان استطعنا ان نقبل انفسنا بما من ضعف وقوة فاننا نستطيع ان نقبل الاخرين ايضآ .
والكتاب يقول ( تحب قريبك كنفسك )
( 3 ) توجيه الطاقات التي في الشاب نحو الاعمال البناءة والخدمات المثمرة حتي لا توجه نحو السلبيات والتهديم والتخريب . وتقديم مثل عليا بناءة للشباب كالشخصيات الذين غلبوا العالم كله بايمانهم وصلابة عقيدتهم .
( 4 ) تشجيع المراهق علي الدخول الي مرحلة الاتزان والتماسك نفسيا وعقليا والتدرب علي تقوية الارادة وتسليمها لله حتي تكون حياته ذبيحة مسلمة للرب تماما في هدوء واستقرار وسلام .
(5 ) تشجيعه علي قراءة الكتب النافعة البناءة التي تتفق وميوله في هذه المرحلة مثل ابطال الايمان والعلم والفكر الخلاق .
+ ويحدث هذا عن طريق صداقة المرشد النصوح والمحبوب لدي الشاب . كما ان الخادم والاب يلزمها ان يحتملا كثرة المناقشات والاسئلة والاحتياجات الفكرية والاجتماعية والتي يريد ان يعرفها الشاب لانه يمر في مرحلة العقلانية وتستهويه المذاهب الفكرية وتنمو عنده الروح النقدية ويستطيع المرشد الذي يخدمه عن طريق الحب والاقناع الهادئ ان يخلصه من كل اضطراب فكري لكي يعبر هذه المرحلة بسلام ويدخل فترة الامان والتسليم الكامل .