قررت الهيئة العليا السماوية في وقت ما من الزمان البعيد قرارا عجيبا وجديداً، فقد قال الله:
نصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر، وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض تكوين( 1: 26 ) ، وبدأت الحياة البشرية بآدام وزوجته حواء على جنة عدن حتى حدثت قصة سقوط الإنسان في معصية خالصة وعدم إطاعة أوامره ووجدنا أن الله المحب العظيم يحن على خليقته ويتدخل ويتخذ قرارا أصعب وهو قرار الفداء تكوين( 3: 21) وصنع الرب الإله لآدم وإمرأته أقمصه من جلد وألبسهما وكلنا نعرف أن الله هو من أوجد فكرة الفدية ( البديل ) التي تقدم عن المخطيء وقد استخدم الله لفداء آدم، حيوان كمجرد رمز للفادي العظيم الذي جاء في ملئ الزمان.
وسارت الحياة بالإنسان حتى وصل الشر إلى مرحلة جعلت الله يتأسف انه خلق الإنسان اذ نجد الوحي يقول في تكوين (6 : 5 ) ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الرض وأن كل تصور أفكار قلبه انما هو شرير كل يوم واتخذ الرب قرارا فاصلا وقويا وهو قرار الطوفان تكوين( 6 : 6 ) فقال الرب أمحو عن وجه الأرض، الإنسان الذي خلقته، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأني حزنت أني عملتهم ولكن الرب استبقى فقط من كل الجنس البشري نوح وعائلته وهم ثماني أنفس نجاهم الله من خلال الفلك الذي أمر الرب نوح أن يصنعه.
وصنع الرب عهدا مع نوح وهذه أول مرة يقرر فيها الله أن يصنع عهدا مع الإنسان حيث قال:
وها أنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم وابتدأ بنو نوح يكثرون على الرض حتى جاء الوقت الذي تصور فيه أحفاد نوح في مدينة بابل بقيادة شخص يسمى نمرود( المتمرد ) أن يبني مدينة وبرج يكون رأسه السماء وهذا يشير الى قلب الإنسان المتمرد الذي يريد أن يأخذ السلطان بالقوة ويصل الى الله بالمجهود البشري وكأنهم أرادوا أن يحتلوا السماء ويملكوها وهنا جاء القرار الالهي ببلبلة ألسنتهم، فلم يقدروا أن يكملو المدينة ولا البرج وتفرقوا في الأرض ومنها ظهرت اللغات المختلفة والشعوب كلها.
الى أن رأينا الله يأخذ قرارا جديدا باقامة عهد آخر مع أبونا ابراهيم وهذا هو العهد الإبراهيمي، والذي من خلاله صارت البركة لكل نسل ابراهيم، ثم أكمل الرب بعهد خاص مع موسى وهو العهد الموسوي والذي سار به بنو اسرائيل بعد خروجهم من مصر حتى وصولهم أرض الموعد.
وهكذا تدرج الله في قراراته معهم في الإعلان عن ذاته وكلمته و روحه حتى وصل الإعلان الى قمته وفوجئت الأرض بقرار إلــه السماء أن يرسل كلمته المتجسد ( يسوع المسيح ) الى عالمنا الخاطئ ليحقق كل النبوات في العهود السابقة ويصنع الخلاص والفداء الذي كان في شكل رموز بسيطة فيتحقق كل عدل الله ورحمته ومحبته للإنسان الذي قرر خلقه من البداية وعاد فصنع له الفداء وترنمت الملائكة المجد لله في العالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.
منقوووووووووووووووول