الإعـــــــــــداد للخــــــــــــدمه
قلنا إن الله رب الخدمه وهو ينظر إلى القلب ويدعو من وجد فيهم الصفات السابق ذكرها ومع ذلك نرى إن الله إن كان هو الذى يدعو للخدمه لكنه لا يرسلهم للخدمة فعلاً إلا بعد إعدادهم حسب إرادته لكى يكونوا صالحين للخدمه .
مثـلاً السيد المسيح هو الذى اختار تلاميذه بنفسه ومع ذلك نجد الآتى :
1- استغرق فى اعدادهم اكثر من ثلاث سنوات وهم يتبعونه يزمياً فى كل مكان يسمعون ويتعلمون منه.
ب- ان السيد المسيح لم يكتف بذلك ولم يرسلهم للخدمة فور انتهاء عملية الفداء بصلبه وقيامته لكنه امهلهم
حتى صعوده حيث كان يثبتهم مدة اربعين يوماً
ج- حتى بعد صعوده اوصاهم الا يبرحوا تورشليم إلى أن يلبسوا قوة من الأعالى .
فإذا كان السيد المسيح وهو رب الخدمة وفاحص القلوب وهو الذى اختار تلاميذه وهو يعلم مدى صلاحيتهم واستعدادهم لحمل الرسالة العظيمة فقد فعل ذلك فى اعداد تلاميذه فكم بالحرى نحتاج نحن لإعداد انفسنا للخدمة فى كرم الرب .
أن كل من دعاهم الرب للخدمة اعطاهم الرب فرصة للتدرب حسب اردته ومن امثلة ذلك :
بولس الرسول عندما دعاه للخدمة يقول الكتاب " قال له قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغى أن تفعل "( أع 6:9) .
اسمعوا ما يقوله الكتاب عن ارميا :" فكانت كلمة الرب إلىّ قائلاً قبلما صورتك فى البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك " (أر 1: 4-7 ) اى أن الرب قدسه وهو فى الرحم .
يوحنا المعمدان : قال الملاك لزكريا (ابوه) عنه " لأنه يكون عظيماً أمام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب ومن بطن امه يمتلئ من الروح القدس "(لو1: 15-16) أى أن الرب قدسه من الرحم .
موسى النبى : وهو مثال لمن بدأ خدمته من نفسه لكن لما اراد الرب أ، يستخدمه لتنفيذ فن الخدمة التى بدأها وفشل فيها - اعدده اربعين سنه فى البريه قبل أن يرسله وسنأخذ مثالاً لأهمية اعداد الخدمة .
مـــــــوسى النبــــــــــى
كبنا يعلم قصة موسى النبى وكيف اراد بفكره البشرى ان يخلص أخوته من عبودية فرعون فقد كان موسى يتصف بصفات جميلة منها
هذه الصفات هى شروط الدعوة كما سبق وذكرنا ) .
1- محبته لله وإيمانه به وإخلاصه له وتفضيله عن كل المراكز و\متع الحياه إذ يقول الكتاب عنة " بالإيمان موسى لما كبر أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلاً بالاحرى ان يُذل مع شعب الله " ( عب 25:11) اى انه فضل الذل وهو من شعب الله عن العز والكرامه وهو أبن ابنة فرعون .
2- محبته لأخوته من بنى جنسه
سمات خدمة موسى قبل الدعوه :-لم تكن له المسحة المقدسة ولا تناسب ارادة الله فقد بدأ موسى رسالته كرسالة اجتماعيه وهى إنقاذ هذا
الشعب من الذل والعبوديه والصخرة والإزلال " مثل ذلك الإنسان الذى يريد أ، ينضم للخدمة من أجل عمل انشطه الاجتماعيه أو الرياضيه أو الحفلات أو الرحلات ... الخ
ولذلك فقد وقع فى عدة أخطاء :
أ- تصرف بفكره واندفع فى العمل وفقد هدوئه فغضب .
ب- كان متكبراً معتمداً على ذراعه البشرى كرجل عسكرى فقابل القوة بالقوة والشر بالشر فوقع فى خطية القتل .
ج- كانت خدمته ضعيفه - رغم أنه استخدم فيها الكمة البشرية حيث يقول الكتاب عن موسى انه تهذب بكل حكمة المصريين - وكان يعنل فى الظلام بإسلوب الخوف ويتضح فى ذلك من عبارة " نظر إلأى هنا وهناك ".
د - انتهت خدمته بالفشل والهروب وهذا يتنافى مع كرامة خدام الله الذين بنعمة الروح القدس يستطيعون ان يقفوا أمام الملوك واولاه دون خوف